التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ
٢٢
-المدثر

روح المعاني

{ ثُمَّ عَبَسَ } قطب وجهه لما لم يجد فيه مطعناً وضاقت عليه الحيل ولم يدر ماذا يقول. وقيل ثم نظر في وجوه القوم ثم قطب وجهه. وقيل نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قطب في وجهه عليه الصلاة والسلام.

{ وَبَسَرَ } أي أظهر العبوس قبل أوانه وفي غير وقته فالبسر الاستعجال بالشيء نحو بسر الرجل لحاجة طلبها في غير أوانها وبسر الفحل الناقة ضربها قبل أن تطلب وماء بسر متناول من غديره قبل سكونه وقيل للجبن الذي ينكأ قبل النضج بسر ومنه قيل لما لم يدرك من الثمر بسر وبهذا فسره الراغب هنا وفسره بعضهم بأشد العبوس من بسر إذا قبض ما بين عينيه كراهة للشيء واسود وجهه منه ويستعمل بمعنى العبوس ومنه قول توبة:

قد رابني منها صدود رأيته وإعراضها عن حاجتي وبسورها

وقول سعد لما أسلمت راغمتني أمي فكانت تلقاني مرة بالبشر ومرة بالبسر فحينئذ يكون ذكر (بسر) كالتأكيد لعبس ولعله مراد من قال اتباع له وأهل اليمين يقولون بسر المركب وأبسر إذا وقف ولم أر من جوز إرادة ذلك هنا ولو على بعد، وفي النفس من ثبوت ذلك لغة صحيحة توقف.