التفاسير

< >
عرض

مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ
٤٢
-المدثر

روح المعاني

وقوله تعالى: { مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ } بيان للتساؤل من غير حاجة إلى إضمار قول أو هو مقدر بقول وقع حالاً من فاعل { يَتَسَآءَلُونَ } أي يسألونهم قائلين أي شيء أدخلكم في سقر، وقيل المسؤل غير المجرمين كجماعة من الملائكة عليهم السلام و{ مَا سَلَكَكُمْ } الخ حكاية قول المسؤلين عنهم أي لما سأل أصحاب اليمين الملائكة عن حال المجرمين قالوا لهم نحن سألنا المجرمين عن ذلك وقلنا لهم ما سلككم في سقر إلى الآخر وكان يكفيهم أن يقولوا حالهم كيت وكيت لكن أتى بالجواب مفصلاً حسب ما سألوه ليكون أثبت للصدق وأدل على حقيقة الأمر ففي الكلام حذف واختصار. وجوز أن تكون صيغة التفاعل على حقيقتها أي يسأل بعضهم بعضاً عن المجرمين و{ مَا سَلَكَكُمْ } حكاية قول المسؤل عنهم أيضاً ولا يخفى ما في اعتبار الحكاية من التكلف فليس ذاك بالوجه وإن كان الإيجاز نهج التنزيل والحذف كثيراً في كلامه تعالى الجليل.

والظاهر أن السؤال سؤال توبيخ وتحسير وإلا فهم عالمون ما الذي أدخلهم النار ولو كانوا الأطفال فيما أظن لانكشاف الأمر ذلك اليوم. وروى عبد الله بن أحمد وجماعة عن ابن الزبير أنه قرأ (يتساءلون عن المجرمين يا فلان ما سلككم) ورويت عن عمر أيضاً وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن مسعود أنه قرأ (يا أيها الكفار ما سلككم في سقر).