التفاسير

< >
عرض

وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ
٢٩
-القيامة

روح المعاني

أي التفت ساقه بساقه والتوت عليها عند هلع الموت وقلبه كما روي عن الشعبـي وقتادة وأبـي مالك، وقال الحسن وابن المسيب هما ساقا الميت عندما لفا في الكفن. وقيل المراد بالتفافهما انتهاء أمرهما وما يراد فيهما يعني موتهما وقيل يبسهما بالموت وعدم تحرك إحداهما عن الأخرى حتى كأنهما ملتفتان فهما أول ما يخرج الروح منه فتبردان قبل سائر الأعضاء وتيبسان فالساق بمعناهما الحقيقي وأل فيها عهدية أو عوض عن المضاف إليه. وقال ابن عباس والربيع بن أنس وإسمعيل بن أبـي خالد وهو رواية عن الحسن أيضاً التفت شدة فراق الدنيا بشدة إقبال الآخرة واختلطتا ونحوه قول عطاء اجتمع عليه شدة مفارقة المألوف من الوطن والأهل والولد والصديق وشدة القدوم على ربه جل شأنه لا يدري بماذا يقدم عليه فالساق عبارة عن الشدة وهو مثل في ذلك والتعريف للعهد. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك التفت أسوق حاضريه من الإنس والملائكة، هؤلاء يجهزون / بدنه إلى القبر وهؤلاء يجهزون روحه إلى السماء فكأنهم للاختلاف في الذهاب والإياب والتردد في الأعمال قد التفت أسوقهم وهذا الالتفاف على حد اشتباك الأسنة.