التفاسير

< >
عرض

أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ
٣
-القيامة

روح المعاني

وهو ليبعثن وقيل هو أيحسب الخ وقيل { { بَلَىٰ قَادِرِينَ } [القيامة: 4] وكلاهما ليسا بشيء أصلاً كزعم عدم الاحتياج إلى جواب لأن المراد نفي الإقسام. والمراد بالإنسان الجنس والهمزة لإنكار الواقع واستقباحه والتوبيخ عليه و(أن) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف أي أيحسب أن الشأن لن نجمع بعد التفرق عظامه، وحاصله لم يكون هذا الحسبان الفارغ عن الأمارة المنافي لحق اليقين وصريحه والنسبة إلى الجنس لأن فيه من يحسب ذلك بل لعله الأكثرون. وجوز أن يكون التعريف للعهد والمراد بالإنسان عدي بن أبـي ربيعة ختن الأخنس بن شريق وهما اللذان كان النبـي صلى الله عليه وسلم يقول فيهما (( "اللهم اكفني جاري السوء" )) فقد روي أنه جاء إليه عليه الصلاة والسلام فقال يا محمد حدثني عن يوم القيامة متى يكون وكيف يكون أمره؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك يا محمد ولم أؤمن به أو يجمع الله تعالى هذه العظام؟ فنزلت وقيل أبو جهل فقد روي أنه كان يقول أيزعم محمد أن يجمع الله تعالى هذه العظام بعد بلائها وتفرقها فيعيدها خلقاً جديداً؟ فنزلت وليس كإرادة الجنس وسبب النزول لا يعينه وذكر العظام وإن كان المعنى على إعادة الإنسان وجمع أجزائه المتفرقة لما أنها قالب الخلق.

وقرأ قتادة (تجمع) بالتاء الفوقية مبنياً للمفعول (عظامه) بالرفع على النيابة.