التفاسير

< >
عرض

جَزَآءً وِفَاقاً
٢٦
-النبأ

روح المعاني

{ جَزَاءً } أي جوزوا بذلك جزاءً، فجزاء مفعول مطلق منصوب بفعل مقدر، وجعله خبراً آخر لكانت ليس بشيء. وقوله تعالى: { وِفَـٰقاً } مصدر وافقه صفة له بتقدير مضاف أي ذا وفاق أو بتأويله باسم الفاعل أو لقصد المبالغة على ما عرف في أمثاله، وأياً ما كان فالمراد جزاء موافقاً لأعمالهم على معنى أنه بقدرها في الشدة والضعف بحسب استحقاقهم كما يقتضيه عدله وحكمته تعالى والجملة من الفعل المقدر ومعموله جملة حالية أو مستأنفة. وجوز أن يكون { وِفَـٰقاً } مصدراً منصوباً بفعل مقدر أيضاً أي وافقها وفاقاً وهذه الجملة في موضع الصفة لجزاء. وقال الفراء: هو جمع وفق ولا يخفى ما في جعله حينئذٍ صفة لجزاء من الخفاء.

وقرأ أبو حيوة وأبو بحرية وابن أبـي عبلة (وفاقاً) بكسر الواو وتشديد الفاء من وفقه يفقه كورثه يرثه وجده موافقاً لحاله، وفي «الكشف» وفقه بمعنى وافقه وليس وصف الجزاء به وصفاً بحال صاحبه كما لا يخفى، وحكى ابن القوطية وفق أمره أي حسن وليس المعنى عليه.