التفاسير

< >
عرض

أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً
١١
-النازعات

روح المعاني

تأكيد لإنكار البعث بذكر حالة منافية له، والعامل في (إذا) مضمر يدل عليه { مَرْدُودُونَ } [النازعات: 10] أي أئذا كنا عظاماً بالية نرد ونبعث مع كونها أبعد شيء من الحياة. وقرأ / نافع وابن عامر (إذا كنا) بإسقاط همزة الاستفهام فقيل يكون خبر استهزاء بعد الاستفهام الإنكاري واستظهر أنه متعلق بمردودون. وقرأ عمر وأبـي وعبد الله وابن الزبير وابن عباس ومسروق ومجاهد والأخوان وأبو بكر (ناخرة) بالألف وهو كنخرة من نخر العظم أي بلي وصار أجوف تمر به الريح فيسمع له نخير أي صوت، وقراءة الأكثرين أبلغ فقد صرحوا بأن فَعِلاً أبلغ من فاعل وإن كانت حروفه أكثر وقولهم زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى أغلبـي أو إذا اتحد النوع لا إذا اختلف كأن كان فاعل اسم فاعل وفَعِل صفة مشبهة، نعم تلك القراءة أوفق برؤوس الآي واختيارها لذلك لا يفيد اتحادها مع الأخرى في المبالغة كما وهم وإلى الأبلغية ذهب المعظم. وفسرت النخرة عليه بالأشد بلى وقال أبو عمرو بن العلاء النخرة التي قد بليت والناخرة التي لم تنخر بعد ونُقِلَ اتحاد المعنى عن الفراء وأبـي عبيدة وأبـي حاتم وآخرين.