التفاسير

< >
عرض

ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا
٢٧
-النازعات

روح المعاني

وقوله تعالى: { ءأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً } خطاب للمخاطبين في جواب القسم أعني لتبعثن من أهل مكة المنكرين للبعث بناء على صعوبته في زعمهم بطريق التوبيخ والتبكيت بعدما بين كمال سهولته بالنسبة إلى قدرة الله تعالى بقوله سبحانه: { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } [النازعات: 13] ونصب (خلقاً) على التمييز وهو محول عن المبتدا أي أخلقكم بعد موتكم أشد أي أشق وأصعب في تقديركم؟ { أَمِ ٱلسَّمَاء } أي أم خلق السماء على عظمها وانطوائها على تعاجيب البدائع التي تحار العقول عن ملاحظة أدناها.

وقوله تعالى: { بَنَـٰهَا } الخ بيان وتفصيل لكيفية خلقها المستفاد من قول تعالى { أَمِ ٱلسَّمَاء } وفي عدم ذكر الفاعل فيه وفيما عطف [عليه] من الأفعال من التنبيه على تعيينه وتفخيم شأنه عز وجل ما لا يخفى.