التفاسير

< >
عرض

ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ
٢٠
-التكوير

روح المعاني

{ ذِى قُوَّةٍ } أي شديد كما قال سبحانه { شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ } [النجم: 5] وجاء في قوته أنه عليه السلام بعث إلى مدائن لوط وهي أربع مدائن وفي كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري فحملها بمن فيها من الأرض السفلى حتى سمع أهل السماء أصوات الدجاج ونباح الكلاب ثم هوى بها فأهلكها. وقيل المراد القوة في أداء طاعة الله تعالى وترك الإخلال / بها من أول الخلق إلى آخر زمان التكليف. وقيل لا يبعد أن يكون المراد قوة الحفظ والبعد عن النسيان والخلط.

{ عِندَ ذِى ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } أي ذي مكانة رفيعة وشرف عند الله العظيم جل جلاله عندية إكرام وتشريف لا عندية مكان، فالظرف متعلق بمكين وهو فعيل من المكانة وقد كثر استعمالها كما في «الصحاح» حتى ظن أن الميم من أصل الكلمة واشتق منه تمكن كما اشتق من المسكنة تمسكن. وجوز أن يكون مصدراً ميمياً من الكون وأصله مكون بكسر الواو فصار بالنقل والقلب مكيناً وأريد بالكون الوجود كأنه من كمال الوجود صار عين الوجود والأول هو الظاهر. وقيل إن الظرف متعلق بمحذوف وقع صفة أخرى لرسول أي كائن عند ذي العرش الكينونة اللائقة وهو كما ترى.