التفاسير

< >
عرض

وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ
١٦
-الانفطار

روح المعاني

طرفة عين فإن المراد استمرار النفي لا نفي الاستمرار وهو كقوله تعالى: { وَمَا هُم بِخَـٰرِجِينَ مِنْهَا } [المائدة: 37] في الدلالة على سرمدية العذاب وأنهم لا يزالون محسين بالنار. وقيل معناه وما كانوا غائبين عنها قبل ذلك بالكلية بل كانوا يجدون سمومها في قبورهم حسبما قال النبـي صلى الله عليه وسلم "القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار" على أن (غائبين) من حكاية الحال الماضية.

والجملة قيل على الوجهين في موضع الحال لكنها على الأول حال مقدرة وعلى الثاني من باب { جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ } [النساء: 90] وقيل إنها على الأول حالية دون الثاني لانفصال ما بين صلي النار وعذاب القبر بالبعث وما في موقف الحساب بل هي عليه معطوفة على ما قبلها. ويحتمل اسم الفاعل فيها أعني (غائبين) على الحال أي وما هم عنها بغائبين الآن لتغاير المعطوف عليه الذي أريد به الاستقبال والكلام على ما عرف في أخباره تعالى من التعبير عن المستقبل بغيره لتحققه فلا يرد أن بعض الفجار في زمرة الأحياء بعد وبعضهم لم يخلق كذلك وعذاب القبر بعد الموت فكيف يحمل (غائبين) على الحال.