التفاسير

< >
عرض

عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ
٢٨
-المطففين

روح المعاني

{ عَيْناً } نصب على المدح وقال الزجاج على الحال من (تسنيم) قيل وصح كونه حالاً مع جموده لوصفه بقوله تعالى: { يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ } أو لتأويله بمشتق كجارية وأنت تعلم أن الاشتقاق غير لازم والباء إما زائدة أي يشربها أو بمعنى من أي يشرب منها أو على تضمين { يَشْرَبُ } معنى يروي أي يشرب راوين بها أو يروي بها شاربين المقربون أو صلة الالتذاذ أي يشرب ملتذاً بها أو الامتزاج أي يشرب الرحيق ممتزجاً بها أو الاكتفاء أي يشرب مكتفين بها، أوجه ذكروها وفي كونها صلة الامتزاج مقال فقد قال ابن مسعود وابن عباس والحسن وأبو صالح يشرب بها المقربون صرفاً وتمزج للأبرار ومذهب الجمهور أن الأبرار هم أصحاب اليمين وأن المقربين هم السابقون كأنهم إنما كان شرابهم صرف التسنيم لاشتغالهم عن الرحيق المختوم بمحبة الحي القيوم فهي الرحيق التي لا يقاس بها رحيق والمدامة التي تواصى على شربها ذوو الأذواق والتحقيق:

على نفسه فليبك من ضاع عمره وليس له مها نصيب ولا سهم

وقال قوم الأبرار والمقربون في هذه السورة بمعنى واحد يشمل كل من نعم في الجنة.