التفاسير

< >
عرض

فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ
١٦
-البروج

روح المعاني

بحيث لا يتخلف عن إرادته تعالى [مراد] من أفعاله سبحانه وأفعال غيره عز وجل فما للعموم وفي التنكير من التفخيم ما لا يخفى وفيه رد ظاهر على المعتزلة في قولهم إنه سبحانه وتعالى يريد ايمان الكافر وطاعة العاصي ويتخلفان عن إرادته سبحانه والمرفوعات كلها على ما استحسنه أبو حيان أخبار لهو في قوله تعالى: { { هُوَ ٱلْغَفُورُ } [البروج: 14] وجَوَّزَ أن يكون (الودود) و(ذو العرش) و(المجيد) صفات للغفور ومن لم يجوز تعدد الخبر لمبتدأ واحد يقول بذلك أو بتقدير مبتدآت / للمذكورات وأطلق الزمخشري القول بأن { فَعَّالٌ } خبر لمبتدأ محذوف أي هو فعال فقال صاحب «الكشف» إنما لم يحمله على أنه خبر السابق أعني { هُوَ } في قوله تعالى: { هُوَ ٱلْغَفُورُ } لأن قوله سبحانه: { فَعَّالٌ لّمَا يُرِيدُ } تحقيق للصفتين البطش بالأعداء والغفر والود للأولياء ولو حمل عليه لفاتت هذه النكتة اهـ وهو تدقيق لطيف وقوله تعالى: { هَلُ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْجُنُودِ }.