التفاسير

< >
عرض

وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ
٩
-الفجر

روح المعاني

{ وَثَمُودُ } عطف على { عَادٍ } [الفجر: 6] وهي قبيلة مشهورة سميت باسم جدهم ثمود أخي جديس وهما ابنا عابر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام كانوا عرباً من العاربة يسكنون الحجر بين الحجاز وتبوك وكانوا يعبدون الأصنام. ومنع الصرف للعلمية والتأنيث. وقرأ ابن وثاب بالتنوين صرفه باعتبار الحي كذا قالوا. وظاهره أنه عربـي وقد صرح بذلك فقيل هو فعول من الثمد وهو الماء القليل الذي لا مادة له ومنه قيل فلان مثمود ثمدته النساء أي قطعن مادة مائة لكثرة غشيانه لهن ومثمود إذا كثر عليه السؤال حتى نفدت مادة ماله. وحكى الراغب أنه عجمي فمنع الصرف للعلمية والعجمة.

{ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ } أي قطعوا صخر الجبال واتخذوا فيها بيوتاً نحتوها من الصخر كقوله تعالى { وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً } } [الشعراء: 149] قيل أول من نحت الحجارة والصخور والرخام ثمود وبنوا ألفاً وسبعمائة مدينة كلها بالحجارة ولا أظن صحة هذا البناء.

{ بِٱلْوَادِ } هو وادي القرى وقرىء بالياء آخر الحروف والباء للظرفية والجار والمجرور متعلق بجابوا أو بمحذوف هو حال من الفاعل أو المفعول وقيل الباء للآلة أو السببية متعلقة بجابوا أي جابوا الصخر بواديهم أو بسببه أي قطعوا الصخر وشقوه جهلوه وادياً ومحلاً لمائهم فعل ذوي القوة والآمال وهو خلاف الظاهر وأياً ما كان فالجواب القطع والظاهر أنه حقيقة فيه تقول جبت البلاد أجوبها إذا قطعتها قال الشاعر:

ولا رأيت قلوصاً قبلها حملت ستين وسقاً ولا جابت بها بلدا

ومنه الجواب لأنه يقطع السؤال. وقال الراغب ((الجَوْب قطع الجَوْبة وهي الغائط من الأرض ثم يستعمل في قطع كل أرض وجواب الكلام وهو ما يقطع الجوب فيصل من فم القائل إلى سمع المستمع لكنه خص بما يعود من الكلام دون المبتدأ من الخطاب)) انتهى فاختر لنفسك ما يحلو.