التفاسير

< >
عرض

نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ
١٦
-العلق

روح المعاني

وقوله تعالى: { نَاصِيَةٍ } بدل من { النَّاصِيَةِ } [العلق: 15] وجاز إبدالها عن المعرفة وهي نكرة لأنها وصفت بقوله سبحانه: { كَـٰذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } فاستقلت بالإفادة وقد ذكر البصريون أنه يشترط لإبدال النكرة من المعرفة الإفادة لا غير ومذهب الكوفيين أنها تبدل منها بشرطين اتحاد اللفظ ووصف النكرة وليشمل بظاهره كل ناصية هذه صفتها وهذا مما يتأتى على سائر المذاهب ووصف الناصية بما ذكر مع أنه صفة صاحبها للمبالغة حيث يدل على وصفه بالكذب والخطأ بطريق الأولى ويفيد أنه لشدة كذبه وخطئه كأن كل جزء من أجزائه يكذب ويخطأ وهو كقوله تعالى { تَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ ٱلْكَذِبَ } [النحل: 62] وقولهم وجهها يصف الجمال فالإسناد مجازي من إسناد ما للكل إلى الجزء.

وقرأ أبو حيوة وابن أبـي عبلة وزيد بن علي (ناصيةً كاذبةً خاطئةً) بنصب الثلاثة على الشتم والكسائي في رواية برفعها أي هي ناصية الخ.