الرّكُون: الميل والموافقة، وفعله كعَلِم. ولعلّه مشتق من الرُكْن ـ بضم فسكون ـ وهو الجنب، لأنّ المائل يدني جنبه إلى الشيء الممال إليه. وهو هنا مستعار للموافق، فبعد أن نهاهم عن الطغيان نهاهم عن التقارب مِن المشركين لئلاّ يضلوهم ويزلوهم عن الإسلام.
و{ الذين ظلموا } هم المشركون. وهذه الآية أصل في سدّ ذرائع الفساد المحقّقة أو المظنونة.
والمسّ: مستعمل في الإصابة كما تقدّم في قوله تعالى:
{ { إنّ الذين اتّقوا إذا مسّهم طائفٌ من الشّيطان } في آخر الأعراف (201)، والمراد: نار العذاب في جهنّم. وجملة { وما لكم من دون الله من أولياء } حال، أي لا تجدون من يسعى لما ينفعكم.
و{ ثمّ } للتّراخي الرتبي، أي ولا تجدون من ينصركم، أي من يخفّف عنكم مسّ عذاب النّار أو يخرجكم منها.
و{ من دون الله } متعلّق بأولياء لتضمينه معنى الحُماة والحائلين.
وقد جمع قوله:
{ { ولا تطغوا } [هود: 112] وقوله: { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا } أصلي الدّين، وهما: الإيمان والعمل الصالح، وتقدّم آنفاً قول الحسن: «جعل الله الدين بين لاَئين { ولا تطغوا }، ولا تركنوا».