التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ
١٢٨
-النحل

التحرير والتنوير

تعليل للأمر بالاقتصار على قدر الجرم في العقوبة، وللتّرغيب في الصبر على الأذى، والعفو عن المعتدين، ولتخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بالصبر، والاستعانة على تحصيله بمعونة الله تعالى، ولصرف الكدر عن نفسه مِن جرّاء أعمال الذين لم يؤمنوا به.

عُللّ ذلك كله بأن الله مع الذين يتّقونه فيقفون عندما حدّ لهم، ومع المحسنين. والمعيّة هنا مجاز في التأييد والنّصر.

وأتي في جانب التقوى بصلة فعلية ماضيَة للإشارة إلى لزوم حصولها وتقرّرها من قبلُ لأنها من لوازم الإيمان، لأن التّقوى آيلة إلى أداء الواجب وهو حقّ على المكلّف. ولذلك أمر فيها بالاقتصار على قدر الذنب.

وأتي في جانب الإحسان بالجملة الإسمية للإشارة إلى كون الإحسان ثابتاً لهم دائماً معهم، لأن الإحسان فضيلة، فبِصاحبه حاجة إلى رُسوخه من نفسه وتمكّنه.