التفاسير

< >
عرض

وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٢١٥
-الشعراء

التحرير والتنوير

معترض بين الجملتين ابتداراً لكرامة المؤمنين قبل الأمر بالتبرؤ من الذين لا يؤمنون، وبعد الأمر بالإنذار الذي لا يخلو من وقع أليم في النفوس.

وخفض الجناح: مثَل للمعاملة باللِّين والتواضع. وقد تقدم عند قوله تعالى: { { واخفض جناحك للمؤمنين } في سورة الحجر (88)، وقوله: { { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } في سورة الإسراء (24). والجَناح للطائر بمنزلة اليدين للدواب، وبالجناحين يكون الطيران.

و{ من المؤمنين } بيان { لمن اتبعك } فإن المراد المتابعة في الدين وهي الإيمان. والغرض من هذا البيان التنويه بشأن الإيمان كأنه قيل: واخفض جناحك لهم لأجل إيمانهم كقوله تعالى: { { ولا طائرٍ يطير بجناحيه } [الأنعام: 38] وجبر لخاطر المؤمنين من قرابته. ولذلك لما نادى في دعائه صفيةَ قال: «عمة رسول الله» ولما نادى فاطمة قال: «بنت رسول الله» تأنيساً لهما، فهذا من خفض الجناح، ولم يقل مثل ذلك للعباس لأنه كان يومئذ مشركاً.