التفاسير

< >
عرض

فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ
٥٦
فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ ٱلْغَابِرِينَ
٥٧
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ
٥٨
-النمل

التحرير والتنوير

تقدم نظير هاته الآية في سورة الأعراف (82)، وخالفتها هذه بوقوع العطف بالفاء في قوله{ فما كان جواب قومه }دون الواو، وبقوله { { أخرجوا ءال لوط } عوض { أخرجوهم }[الأعراف: 82] وبقوله { قدرناها }عوض { { كانت } [الأعراف: 83]، وبقوله { فساء مطر المنذرين }عوض { { فانظر كيف كان عاقبة المجرمين } [الأعراف: 84].

فأما موقع الفاء هنا فهو لتعقيب الجملة المعطوفة بالفاء على التي قبلها تعقيب جزء القصة على أوله فلا تفيد إلا تعقيب الإخبار، وهي في ذلك مساوية للواو. ولكن أوثر حرف التعقيب في هذه الآية لكونها على نسج ما حكيت به قصة ثمود في قوله تعالى { فإذا هم فريقان يختصمون } [النمل: 45]، فالاختلاف بين هذه الآية وآية الأعراف تفنُّن في الحكاية، ومراعاة للنظير في النسج. وهذا من أساليب قصص القرآن كما بينته في المقدمة السابعة من مقدمات هذا التفسير.

وكذلك قوله { أخرجوا آل لوط } دون { أخرجوهم } [الأعراف: 82] لأن المحكي من كلام القوم هو تآمرهم على إخراج آل لوط؛ فما هنا حكاية بمرادف كلامهم وما في الأعراف حكاية بالمعنى والغرض هو التفنّن أيضاً.

وكذلك الاختلاف بين { قدرناها }هنا وبين { { كانت } في الأعراف (83). وأما الاختلاف بين { فساء مطر المنذرين } وبين { فانظر كيف كان عاقبة المجرمين } [الأعراف: 84] فهما عبرتان بحالهم تفرعتا على وصف ما حلّ بهم فوزعت العبرتان على الآيتين لئلا يخلو تكرير القصة من فائدة.

والمراد بآل لوطٍ لوطٌ وأهل بيته لأن ربّ البيت ملاحظ في هذا الاستدلال كقوله تعالى { أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب } [غافر: 46]، أراد فرعون وآله.