التفاسير

< >
عرض

أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ
٢١
-الزخرف

التحرير والتنوير

إضراب انتقالي، عُطف على جملةِ { { ما لهم بذلك من علم } [الزخرف: 20] فبعد أن نفى أن يكون قولُهم { { لو شاء الرحمان ما عبدناهم } [الزخرف: 20] مستنداً إلى حجة العقل، انتقل إلى نفي أن يكون مستنداً إلى حجة النقل عن إخبار العالِم بحقائق الأشياء التي هي من شؤونه.

واجتلب للإضراب حرف { أم } دون (بَل) لما تؤذن به { أم } من استفهام بعدها، وهو إنكاري. والمعنى: وما آتيناهم كتاباً من قبله. وضمير { من قبله } عائد إلى القرآن المذكور في أوّل السورة. وفي قوله: { { وإنه في أم الكتاب لدينا لعليٌّ حكيمٌ } [الزخرف: 4]. وفي هذا ثناء ثالث على القرآن ضمني لاقتضائه أن القرآن لا يأتي إلا بالحق الذي يُستمسك به.

وهذا تمهيد للتخلص إلى قوله تعالى: { { بل قالوا إنّا وجدنا آباءنا على أمةٍ } [الزخرف: 22].

و{ مِن } مزيدة لتوكيد معنى (قبْل). والضمير المضاف إليه (قَبْل) ضمير القرآن ولم يتقدم له معاد في اللّفظ ولكنه ظاهر من دلالة قوله: { كتاباً }.

و{ مستمسكون } مبالغة في (ممسكون) يقال: أمسك بالشيء، إذا شدّ عليه يده، وهو مستعمل مجازاً في معنى الثبات على الشيء كقوله تعالى: { { فاستمسك بالذي أوحي إليك } [الزخرف: 43].