التفاسير

< >
عرض

يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ
٤١
-الرحمن

التحرير والتنوير

هذا استئناف بياني ناشىء عن قوله: { { فيومئذ لا يُسئل عن ذنبه إنس ولا جان } [الرحمٰن: 39]، أي يستغنى عن سؤالهم بظهور علاماتهم للملائكة ويعرفونهم بسيماهم فيؤخذون أخذ عقاب ويساقون إلى الجزاء.

والسيما: العلامة. وتقدمت في قوله تعالى: { تعرفهم بسيماهم } في آخر سورة البقرة (273).

و(آل) في { بالنواصي والأقدام } عوض عن المضاف إليه، أي بنواصيهم وأقدامهم وهو استعمال كثير في القرآن.

والنواصي: جمع ناصية وهي الشعَر الذي في مقدّم الرأس، وتقدم في قوله تعالى: { { ما من دابّة إلا هو آخذ بناصيتها } في سورة هود (56).

والأخذ بالناصية أخذ تمكّن لا يفلت منه، كما قال تعالى: { { لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية } [العلق: 15].

والأقدام: جَمع قَدَم، وهو ظاهر السَّاق من حيث تمسك اليد رجل الهارب فلا يستطيع انفلاتاً وفيه أيضاً يوضع القيد، قال النابغة:

أوْ حرة كمهاة الرمل قد كُبِلتفوقَ المعاصم منها والعراقيب