التسيير: جعل الشيء سائراً، أي ماشياً. وأطلق هنا على النقل من المكان أي نقلت الجبال وقلعت من مقارّها بسرعة بزلازل أو نحوها كما دل عليه قوله تعالى:
{ { يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيباً مهيلاً } [المزمل: 14]، حتى كأنها تسيّر من مكان إلى آخر وهو نقْل يصحبه تفتيت كما دل عليه تعقيبه بقوله: { فكانت سراباً } لأن ظاهر التعقيب أن لا تكون معه مهلة، أي فكانت كالسراب في أنها لا شيء. والقولُ في بناء { سُيرت } للمجهول كالقول في
{ { وفتحت السماء } [النبأ: 19]. وكذلك قوله: { فكانت سراباً } هو كقوله:
{ { فكانت أبواباً } [النبأ: 19]. والسراب: ما يلوح في الصحاري مما يشبه الماءَ وليس بماء ولكنه حالة في الجو القريب تنشأ من تَراكُمِ أبخرة على سطح الأرض. وقد تقدم عند قوله تعالى:
{ { والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً } في سورة النور (39).