التفاسير

< >
عرض

فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ
١١
-البلد

أضواء البيان في تفسير القرآن

وقد بين المراد بالعقبة فيما بعد بقوله: { { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } [البلد: 12]، ثم ذكر تفصيلها.
وقد ذكر أن كل ما جاء بصيغة وما أدراك، فقد جاء تفصيله بعد كقوله تعالى:
{ { ٱلْقَارِعَةُ * مَا ٱلْقَارِعَةُ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } [القارعة: 1-4]، وما بعدها.
وتقدم عند قوله تعالى:
{ { ٱلْحَاقَّةُ * مَا ٱلْحَآقَّةُ } [الحاقة: 1-2].
وفي تفسير العقبة بالمذكورات، فك الرقبة، وإطعام اليتيم والمسكين توجيه إلى ضرورة الإنفاق حقاً ما لا يدعيه الإنسان بدون حقيقة في قوله:
{ { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } [البلد: 6].
أما فك الرقبة: فإنك الإسهام في عتق الرقيق والاستقلال في عتقها يعبر عنه بفك النسمة.
وهذا العنصر من العمل بالغ الأهمية، حيث قدم في سلم الاقتحام لتلك العقبة.
وقد جاءت السنة ببيان فضل هذا العمل حتى أصبح عتق الرقيق أو فك النسمة، يعادل به عتق المعتق من النار كل عضو بعضو، وفيه نصوص عديدة ساقها ابن كثير، وفي هذا إشعار بحقيقة موقف الإسلام من الرق، ومدى حرصه وتطلعه إلى تحرير الرقاب.
فها هو هنا يجعل عتق الرقبة، سلم اقتحام العقبة، وجعله عتقاً للمعتق من النار كل عضو بعضو. ومعلوم أن كل مسلم يسعى لذلك وجعله كفارة لكل يمين وللظهار بين الزوجين، وكفارة القتل الخطأ، كل ذلك نوافذ إطلاق الأسارى وفك الرقاب في الوقت الذي لم يفتح للاسترقاق إلى باب واحد، هو الأسر في القتال مع المشركين لا غير، وهما مما سبق تنبيهاً عليه رداً على المستشرقين ومن تأثر بهم. في ادعائهم على الإسلام أنه متعطش لاسترقاق الأحرار.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الكلام على قوله تعالى:
{ { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [الإسراء: 9] في سورة الإسراء.