التفاسير

< >
عرض

فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ
١٤
-الليل

أضواء البيان في تفسير القرآن

أي تتلظى، واللظى: اللهب الخالص، وفي وصف النار هنا بتلظى مع أن لها صفات عديدة منها: السعير، وسقر، والجحيم، والهاوية، وغير ذلك.
وذكر هنا صنفاً خاصاً، وهو من كذب وتولى، كما تقدم في موضع آخر في وصفها أيضاً بلظى في قوله تعالى:
{ { كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } [المعارج: 15-16]، ثم بين أهلها بقوله: { { تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ * وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } [المعارج: 17-18].
وهو كما هو هنا
{ { فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ * لاَ يَصْلاَهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى * ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } [الليل: 14-16]، وهو المعنى في قوله قبله: { { وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ * وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ } [الليل: 8-9]، مما يدل أن للنار عدة حالات أو مناطق أو منازل، كل منزلة تختص بصنف من الناس، فاختصت لظى بهذا الصنف، واختصت سقر بمن لم يكن من المصلين، وكانوا يخوضون مع الخائضين، ونحو ذلك. ويشهد له قوله: { { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ } [النساء: 145]، كما أن الجنة منازل ودرجات، حسب أعمال المؤمنين، والله تعالى أعلم.