التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
٧٨
وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
٧٩
وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
٨٠
-المؤمنون

الوسيط في تفسير القرآن الكريم

أى: "وهو" الله - تعالى - وحده، "الذى أنشأ لكم" أيها الناس بفضله ورحمته "السمع" الذى تسمعون به "والأبصار" التى تبصرون بها "والأفئدة" التى بواسطتها تفهمون وتدركون...
ولو تدبر الإنسان هذه النعم حق التدبر: لاهتدى إلى الحق. ولآمن بأن الخالق لهذه الحواس وغيرها. هو الله الواحد القهار.
ولكن الإنسان - إلا من عصم الله - قليل الشكر لله - تعالى - ولذا قال - سبحانه -: { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } أى: شكراً قليلاً ما تشكرون هذه النعم الجليلة، بدليل أن أكثر الناس فى هذه الحياة، كافرون بوحدانية الله - تعالى -.
فلفظ "قليلاً" صفة لموصوف محذوف، و "ما" لتأكيد هذه القلة وتقريرها.
وقوله - سبحانه -: { وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } بيان لنعمة أخرى من نعمه التى لا تحصى.
أى: وهو - سبحانه - الذى أوجدكم من الأرض، ونشركم فيها عن طريق التناسل، وإليه وحده تجمعون يوم القيامة للحساب.
ثم ذكر ما يدل على كمال قدرته فقال: { وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ } بدون أن يشاركه فى ذلك مشارك، { وَلَهُ } وحده التأثير فى اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما، وزيادة أحدهما ونقص الآخر، { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } وتدركون ما فى هذا كله من دلائل واضحة على وحدانية الله - تعالى - وقدرته؟
ثم حكى - سبحانه - بعد ذلك أن هؤلاء المشركين، لم يقابلوا نعم الله - تعالى - عليهم بالشكر، وإنما قابلوها بالجحود وبإنكار البعث والحساب، وأمر - سبحانه - رسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم فقال - تعالى -: { بَلْ قَالُواْ... }.