التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
١٣٣
إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ
١٣٤
إِلاَّ عَجُوزاً فِي ٱلْغَابِرِينَ
١٣٥
ثُمَّ دَمَّرْنَا ٱلآخَرِينَ
١٣٦
وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ
١٣٧
وَبِٱلَّيلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
١٣٨
-الصافات

الوسيط في تفسير القرآن الكريم

ولوط - عليه السلام - هو ابن أخ لسيدنا إبراهيم - عليه السلام - وكان قد آمن به وهاجر معه، كما فى قوله - تعالى - { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيۤ } وقد أرسل الله - تعالى - لوطا إلى قرية سدوم - من قرى الشام - وكان أهلها يعبدون الأصنام ويرتكبون الفاحشة، التى لم يسبقهم إليها أحد من العالمين.
أى: { وَإِنَّ لُوطاً } - عليه السلام -{ لَّمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } الذين أرسلناهم لهداية الناس، { إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ } أى: اذكر - أيها العاقل - وقت أن نجيناه وجميع المؤمنين معه، بفضلنا ورحمتنا.
{ إِلاَّ عَجُوزاً فِي ٱلْغَابِرِينَ } والمراد بالعجوز: أمرأته التى بقيت على كفرها وكانت تفشى أسرار زوجها، أى: نجينا لوطا والمؤمنين معه من أهله، إلا عجوزا بقيت فى العذاب مع القوم الغابرين أى: مع الباقين فى العذاب.
{ ثُمَّ دَمَّرْنَا ٱلآخَرِينَ } أى: ثم دمرنا القوم الآخرين الباقين على كفرهم، كما دمرنا من بقى على كفره من أهل لوط، كامرأته التى أعرضت عن دعوة الحق، وانحازت إلى قومها المفسدين.
ثم وجه - سبحانه - الخطاب لمشركى قريش فقال: { وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ. وَبِٱلَّيلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }؟
أى: وإنكم يا أهل مكة لتمرون على مساكن قوم لوط المهلكين، وأنتم سائرون إلى بلاد الشام، تارة تمرون عليهم وأنتم داخلون فى وقت الصباح، وتارة تمرون عليهم وأنتم داخلون فى وقت الليل، وترون بأعينكم ما حل بهم من دمار.
وقوله { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } معطوف على مقدر، أى: أتشاهدون ذلك فلا تعقلون، فالاستفهام للتوبيخ والحض على الاعتبار بأحوال الماضين.
ثم ختم - سبحانه - هذه القصص، بذكر جانب من قصة يونس - عليه السلام - فقال:
{ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ... }.