التفاسير

< >
عرض

فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ
٤٤
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ
٤٥
أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ
٤٦
أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ
٤٧
فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ
٤٨
لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ
٤٩
فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ
٥٠
وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ
٥١
وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
٥٢
-القلم

الوسيط في تفسير القرآن الكريم

الفاء فى قوله: { فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ... } لترتيب ما بعدها على ما قبلها.
والفعل: { ذرنى } من الأفعال التى يأتى منها الأمر بالمضارع، ولم يسمع لها ماض، وهو بمعنى أترك. يقال: ذَرْهُ يفعل كذا، أى: اتركه. ومنه قوله - تعالى -
{ ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ ٱلأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } والمراد بالحديث { بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ... } ما أوحاه - تعالى - إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم من قرآن كريم، ومن توجيهات حكيمة، لكى يبلغها للناس.
والاستدراج: استنزال الشئ من درجة إلى أخرى، والانتقال به من حالة إلى أخرى، والسين والتاء فيه للطلب والمراد به هنا: التمهل فى إنزال العقوبة.
والإِملاء: الإِمداد فى الزمن، والإِمهال والتأخير، مأخوذ من الملاوة والملوة، وهى الطائفة الطويلة من الزمن. والملوان: الليل: والنهار، والمراد به هنا: إمدادهم بالكثير من النعم.
يقال: أملى فلان لبعيره، إذا أرخى له فى الزمام، ووسع له فى القيد، ليتسع المرعى.
والكيد كالمكر، وهو التدبير الذى يقصد به غير ظاهره، بحيث ينخدع الممكور به، فلا يفطن لما يراد به، حتى يقع عليه ما يسوؤه.
وإضافة الكيد إليه - تعالى - يحمل على المعنى اللائق به كإبطال مكر أعدائه، وكإمدادهم بالنعم. ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
والمقصود بهاتين الآيتين الكريمتين: تسلية النبى صلى الله عليه وسلم عما أصابه من أعدائه.
والمعنى: إذا كانت أحوال هؤلاء المشركين، كما ذكرت لك - أيها الرسول الكريم - فكِلْ أمرهم إلىَّ، واترك أمر هؤلاء الذين يكذبونك فيما جئتهم به من عندنا إلى ربك، ولا تشغل بالك بهم. فإنى سأقربهم قليلا قليلا إلى ما يهلكهم ويضاعف عقابهم، بأن أسوق لهم النعم، حتى يفاجئهم الهلاك من حيث لا يعلمون أن صنعنا هذا معهم هو لون من الاستدراج، ثم إنى أمد لهم فى أسباب الحياة الرغدة، ليزدادوا إثما، ثم آخذهم أخذ عزيز مقتدر، وهذا لون من ألوان كيدى الشديد القوى، الذى لا يفطن إليه أمثال هؤلاء الجاهلين الأغبياء..
وشبيه بهاتين الآيتين قوله - تعالى -:
{ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوۤاْ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ. فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } وفى الصحيحين عن أبى موسى الأشعرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" .
وقال الحسن البصرى: كم من مستدرج بالإِحسان، وكم من مفتون بالثناء عليه، وكم من مغرور بالستر عليه.
قال الآلوسى: وقوله: { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ... } استئناف مسوق لبيان كيفية التعذيب المستفاد من الكلام السابق إجمالا.
وقوله: { مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } أى: من حيث لا يعلمون أنه استدراج، بل يزعمون أن ذلك إيثار لهم، وتفضل على المؤمنين مع أنه سبب هلاكهم.
وقوله: { وَأُمْلِي لَهُمْ } أى: وأمهلهم ليزدادوا إثما. { إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } أى: لا يُدفَع بشئ.
وتسمية ذلك كيدا - وهو ضرب من الاحتيال - لكونه فى صورته - حيث إنه - سبحانه - يفعل معهم ما هو نفع لهم ظاهرا، ومراده - عز وجل - به الضرر، لما علم من خبث جبلتهم، وتماديهم فى الكفر والجحود..
ثم عادت السورة الكريمة إلى إبطال معاذيرهم، بأسلوب الاستفهام الإِنكارى، الذى تكرر فيها كثيرا، فقال - تعالى -: { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ. أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ }؟
والمغرم والغرامة: ما يفرض على المرء أداؤه من مال وغيره.
والمثقلون: جمع مثقل، وهو من أثقلته الديون، حتى صار فى حالة عجز عن أدائها.
والمراد بالغيب: علم الغيب، وهو ما غاب عن علم البشر، فالكلام على حذف مضاف.
والمعنى: بل أتسألهم - يا محمد - على دعوتك لهم إلى الحق والخير { أَجْراً } دنيويا { فَهُمْ } من أجل ذلك مثقلون بالديون المالية، وعاجزون عن دفعها لك.. فترتب على هذا الغرم الثقيل. أن أعرضوا عن دعوتك، وتجنبوا الدخول فى دينك؟.
أم أن هؤلاء القوم عندهم علم الغيب، بأن يكونوا قد اطلعوا على ما سطرناه فى اللوح المحفوظ من أمور غيبية لا يعلمها أحد سوانا.. فهم يكتبون ذلك، ثم يصدرون أحكامهم. ويجادلونك فى شأنها. وكأنهم قد اطلعوا على بواطن الأمور!.
الحق الذى لا حق سواه، أن هؤلاء القوم، أنت لم تطلب منهم أجرا على دعوتك إياهم إلى إخلاص العبادة لنا، ولا علم عندهم بشئ من الغيوب التى لا يعلمها أحد سوانا، وكل ما يزعمونه فى هذا الشأن فهو ضرب من الكذب والجهل..
وما دام الأمر كما ذكرنا لك { فَٱصْبِرْ } أيها الرسول الكريم - لحكم ربك، ولقضائه فيك وفيهم، وسر فى طريقك التى كلفناك به، وهو تبليغ رسالتنا إلى الناس.. وستكون العاقبة لك ولأتباعك.
{ وَلاَ تَكُن } - أيها الرسول الكريم - { كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ } وهو يونس - عليه السلام -.
أى: لا يوجد منك ما وجد منه، من الضجر، والغضب على قومه الذين لم يؤمنوا، ففارقهم دون أن يأذن له ربه بمفارقتهم..
والظرف فى قوله: { إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ } منصوب بمضاف محذوف، وجملة { وَهُوَ مَكْظُومٌ } فى محل نصب على الحال من فاعل "نادى".
والمكظوم - بزنة مفعول -: المملوء غضبا وغيظا وكربا، مأخوذ من كظم فلان السقاء إذا ملأه، وكظم الغيظ إذا حبسه وهو ممتلئ به.
أى: لا يكن حالك كحال صاحب الحوت، وقت ندائه لربه - عز وجل - وهو مملوء غيظا وكربا، لما حدث له مع قومه، ولما أصابه من بلاء وهو فى بطن الحوت.
وهذا النداء قد أشار إليه - سبحانه - فى آيات منها قوله - تعالى -:
{ وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ. فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } وقوله - سبحانه -: { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ.. } استئناف لبيان جانب من فضله - تعالى - على عبده يونس - عليه السلام -.
و { لَّوْلاَ } هنا حرف امتناع لوجود، و { أَن } يجوز أن تكون مخففة من { أَن } الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وهو ومحذوف، وجملة { تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ } خبرها.
ويجوز أن تكون مصدرية، أى: لولا تدارك رحمة من ربه.
والتدارك: تفاعل من الدرك - بفتح الدال - بمعنى اللحاق بالغير. والمقصود به هنا: المبالغة فى إدراك رحمة الله - تعالى - لعبده يونس - عليه السلام - .
قال الجمل: قرأة العامة: { تَدَارَكَهُ }، وهو فعل ماضى مذكر، حمل على معنى النعمة، لأن تأنيثها غير حقيقى، وقرأ ابن عباس وابن مسعود: تدراكته - على لفظ النعمة - وهو خلاف المرسوم.
والمراد بالنعمة: رحمته - سبحانه - بيونس - عليه السلام - وقبول توبته، وإجابة دعائه..
والنبذ: الطرح والترك للشئ، والعراء: الأرض الفضاء الخالية من النبات وغيره.
والمعنى: لولا أن الله - تدارك عبده يونس برحمته، وبقبول توبته.. لطرح من بطن الحوت بالأرض الفضاء الخالية من النبات والعمران.. وهو مذموم، أى: وهو ملوم ومؤاخذ منا على ما حدث منه..
ولكن ملامته ومؤاخذته منا قد امتنعت، لتداركه برحمتنا، حيث قبلنا توبته، وغسلنا حوبته، ومنحناه الكثير من خيرنا وبرنا..
فالمقصود من الآية الكريمة بيان جانب من فضل الله - تعالى - على عبده يونس - عليه السلام -، وبيان أن رحمته - تعالى - به، ونعمته عليه، قد حالت بينه ويبن أن يكن مذموما على ما صدر منه، من مغاضبة لقومه ومفارقته لهم بدون إذن من ربه..
قال الجمل ما ملخصه: قوله: { وَهُوَ مَذْمُومٌ } أى: ملوم ومؤاخذ بذنبه والجملة حال من مرفوع "نُبِذ"، وهى محط الامتناع المفاد بلولا، فهى المنفية لا النبذ بالعراء..
أى: لنبذ بالعراء وهو مذموم، لكنه رُحِم فنبذ غير مذموم..
فلولا - هنا -، حرف امتناع لوجود، وأن الممتنع القيد فى جوابها لا هو نفسه..
وقوله: { فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } تأكيد وتفصيل لنعمة الله - تعالى - التى أنعم بها على عبده يونس - عليه السلام -، وهو معطوف على مقدر.
أى: فتدراكته النعمة فاصطفاه ربه - عز وجل - حيث رد عليه الوحى بعد انقطاعه، وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون من الناس، وقبل توبته، فجعله من عباده الكاملين فى الصلاح والتقوى، وفى تبليغ الرسالة عن ربه.
ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة، ببيان ما كان عليه الكافرون من كراهية للنبى صلى الله عليه وسلم ومن حقد عليه، فقال - تعالى - : { وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ. وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }.
وقوله: { لَيُزْلِقُونَكَ } من الزَّلَق - بفتحتين -، وهو تزحزح الإِنسان عن مكانه، وقد يؤدى به هذا التزحزح إلى السقوط على الأرض، يقال: زَلَقه يَزْلِقه، وأزْلقه يُزْلِقه إزلاقا، إذا نحاه وأبعده عن مكانه، واللام فيه للابتداء.
قال الشوكانى: قرأ الجمهور: { لَيُزْلِقُونَكَ } بضم الياء من أزلقه، أى: أزل رجله.. وقرأ نافع وأهل المدينة { لَيُزْلِقُونَكَ } - بفتح الياء - من زلق عن موضعه.
و { إن } هى المخففة من الثقيلة، - واسمها ضمير الشأن محذوف، و "لما" ظرفية منصوبة بيزلقونك. أو هى حرف، وجوابها محذوف لدلالة ما قبلها عليه. أى: لما سمعوا الذكر كادوا يزلقونك..
أى: وإن يكاد الذين كفروا ليهلكونك، أو ليزلون قدمك عن موضعها، أو ليصرعونك بأبصارهم من شدة نظرهم إليك شزرا، بعيون ملؤها العداوة والبغضاء حين سمعوا الذكر، وهو القرآن الكريم..
{ وَيَقُولُونَ } على سبيل البغض لك { إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ } أى: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لمن الأشخاص الذين ذهبت عقولهم..
{ وَمَا هُوَ } أى: القرآن الذى أنزلناه عليك { إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } أى: تذكير بالله - تعالى - وبدينه وبهداياته.. وشرف لهم وللعالمين جميعا.
وجاء قوله { يَكَادُ } بصيغة المضارع، للإِشارة إلى استمرار ذلك فى المستقبل.
وجاء قوله { سَمِعُواْ } بصيغة الماضى، لوقوعه مع { لما }، وللإِشعار بأنهم قد حصل منهم هذا القول السَّيئ.
وجاء قوله { لَيُزْلِقُونَكَ } بلام التأكيد للإِشعار بتصميمهم على هذه الكراهية، وحرصهم عليها.
وقوله - سبحانه - : { وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } رد على أكاذيبهم، وإبطال لأقوالهم الزائفة، حيث وصفوه صلى الله عليه وسلم بالجنون، لأنه إذا كان ما جاء به شرف وموعظة وهداية وتذكير بالخير للناس.. لم يكن معقولا أن يكون مبلغه مجنونا.
ومنهم من فسر قوله - تعالى - { لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ... } أى: ليحسدونك عن طريق النظر الشديد بعيونهم..
قال الإِمام ابن كثير: وقوله: { وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ } قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما: { لَيُزْلِقُونَكَ }: لينفذونك بأبصارهم، أى: لَيعَينوك بأبصارهم، بمعنى ليحسدونك لبغضهم إياك، لولا وقاية الله لك، وحمايتك منهم.
وفى هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله - عز وجل -، كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة.
ثم ساق -رحمه الله - جملة من الأحاديث فى هذا المعنى، منها ما رواه أبو داود فى سننه، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا رقية إلا من عين أو حُمَه - أى: سم -، أودم لا يرقأ" .
وروى الإمام مسلم فى صحيحه عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العين حق، ولو كان شئ سابَق القدر سَبَقَت العين" .
وعن ابن عباس - أيضا - قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين فيقول: أعيذ كما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة - والهامة كل ذات سم يقتل -، ومن كل عين لامة" .
وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العين حق حتى لتورد الرجل القبر، والجمل القدر، وإن أكثر هلاك أمتى فى العين" .
وبعد: فهذا تفسير محرر لسورة "ن" نسأل الله - تعالى - أن يجعله خالصا لوجهه، ونافعا لعباده.
والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله عليه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..