التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ
١٦
ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ
١٧
كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ
١٨
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١٩
أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ
٢٠
فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
٢١
إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ
٢٢
فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ
٢٣
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٢٤
أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً
٢٥
أَحْيَآءً وَأَمْوٰتاً
٢٦
وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً
٢٧
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٢٨
ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
٢٩
ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ
٣٠
لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ
٣١
إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ
٣٢
كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ
٣٣
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٣٤
هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ
٣٥
وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ
٣٦
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٣٧
هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَٰكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ
٣٨
فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ
٣٩
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٤٠
-المرسلات

الوسيط في تفسير القرآن الكريم

الاستفهام فى قوله { أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ } وفى الآيات المماثلة له بعد ذلك، للتقرير، والمقصود به استخراج الاعتراف والإِقرار من مشركى قريش على صحة البعث، لأن من قدر على الإِهلاك، قارد على الإِعادة.
أى: لقد أهلكنا الأقوام الأولين الذين كذبوا رسلهم، كقوم نوح وعاد وثمود.
{ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ } أى: أهلكنا الأولين، ثم نتبعهم بإهلاك المتأخرين عنهم، والذين يشبهون سابقيهم فى الكفر والجحود.
و "ثم" هنا للتراخى الرتبى، لأن إهلاك الآخرين الذين لم يعتبروا بمن سبقهم سيكون أشد من إهلاك غيرهم، وفى ذلك تهديد شديد ووعيد واضح لمشركى مكة.
وقوله: { كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } أى: مثل ذلك الفعل الشنيع، والعقاب الأليم، نفعل بالمجرمين الذين أصروا على كفرهم وعنادهم حتى أدركهم الموت.
فالكاف بمعنى مثل، والإِشارة فى قوله: { كَذَلِكَ } تعود إلى الفعل المأخوذ من قوله { نفعل } أى؛ مثل ذلك الفعل نفعل بالمجرمين.
ثم كرر - سبحانه - التهديد والوعيد لهم، لعلهم يرتدعون أو يتعظون فقال: { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }.
ثم قال - سبحانه - ممتنا على خلقه بإيجادهم فى هذه الحياة، ومحتجا على إمكان الإِعادة بخلقهم ولم يكونوا شيئا مذكورا، فقال: { أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ }.
أى: لقد خلقناكم - أيها الناس - من نطفة حقيرة ضعيفة، من مَهُن الشئ - بفتح الميم وضم الهاء - إذا ضعف، وميمه أصلية، وليس هو من مادة هان، و "من" ابتدائية.
وقوله: { فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } تفصيل لكيفية الخلق على سبيل الإِدماج، والقرار: اسم للمكان الذى يستقر فيه الماء، والمراد به رحم المرأة. والمكين صفة له.
أى: خلقناكم من ماء ضعيف، ومن مظاهر قدرتنا وحكمتنا ولطفنا بكم أننا جعلنا هذا الماء الذى خلقتم منه، فى مكان حصين، قد بلغ النهاية فى تمكنه وثباته.
فقوله { مَّكِينٍ } بمعنى متمكن، من مَكنُ الشئ مكانة، إذا ثبت ورسخ.
وقوله: { إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } بيان لبديع حكمته، والقدر بمعنى المقدار المحدد المنضبط الذى لا يتخلف.
أى: جعلنا هذا الماء فى قرار مكين، إلى وقت معين محدد فى علم الله - تعالى - يأذن عنده بخروج هذا المخلوق من رحم أمه، إلى الحياة، وهذا الوقت هو مدة الحمل.
وقوله - تعالى -: { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ } ثناء منه - تعالى - على ذاته بما هو أهله. أى: فقدَّرنا ذلك الخلق تقديرا حكيما منضبطا، وتمكنا من إيجاده فى أطوار متعددة، فنعم المقدرون نحن، ونعم الموجدون نحن لما نوجده من مخلوقات.
وما دام الأمر كذلك فويل وهلاك يوم القيامة، للمكذبين بوحدانيتنا وقدرتنا.
ثم انتقل - سبحانه - إلى الاستدلال على إمكانية البعث بطريق ثالث فقال: { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً. أَحْيَآءً وَأَمْواتاً. وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ }.
والكِفات: اسم للمكان الذى يكفت فيه الشئ. أى؛ يجمع ويضم ويوضع فيه.
يقال: كفت فلان الشئ يكفِتُه كَفْتاً، من باب ضرب - إذا جمعه ووضعه بداخل شئ معين، ومنه سمى الوعاء كفاتا، لأن الشئ يوضع بداخله، وهو منصوب على أنه مفعول ثان لقوله { نجعل }، لأن الجعل هنا بمعنى التصيير.
وقوله: { أَحْيَآءً وَأَمْواتاً } منصوبان على أنهما مفعولان به، لقوله { كِفَاتاً }. أو مفعولان لفعل محذوف.
أى: لقد جعلنا الأرض وعاء ومكانا تجتمع فيه الخلائق: الأحياء منهم يعيشون فوقها، والأموات منهم يدفنون فى باطنها، { وَجَعَلْنَا فِيهَا } - أيضا - جبالا { رَوَاسِيَ } أى ثوابت { شَامِخَاتٍ } أى: مرتفعات ارتفاعا كبيرا، جمع شامخ وهو الشديد الارتفاع.
قال صاحب الكشاف: الكفات: من كفت الشئ إذا ضمه وجمعه.. وبه انتصب { أَحْيَآءً وَأَمْواتاً } كأنه قيل: كافتة أحياء وأمواتا، أو انتصبا بفعل مضمر يدل عليه، وهو تكفت.
والمعنى: تكفت أحياء على ظهرها، وأمواتا فى بطنها.
فإن قلت: لم قيل أحياء وأمواتا على التنكير، وهى كفات الأحياء والأموات جميعا؟ قلت: هو من تنكير التفخيم، كأنه قيل: تكفت أحياء لا يعدون، وأمواتاً لا يحصرون..
وقوله - سبحانه - { وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً } بيان لنعمة أخرى من أجل نعمه على خلقه، أى: وأسقيناكم - بفضلنا ورحمتنا - ماء { فُرَاتاً } أى: عذبا سائغا للشاربين.
وقوله - تعالى - { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } تكرير للتوبيخ والتقريع على جحودهم لنعم الله، التى يرونها بأعينهم، ويحسونها بحواسهم ويستعملونها لمنفعتهم.
ثم انتقلت السورة الكريمة إلى بيان المصير الأليم الذى ينتظر هؤلاء المكذبين، فقال - تعالى -: { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ. ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ. لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ. إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ. كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ }
وقوله - سبحانه -: { ٱنطَلِقُوۤاْ } مفعول لقول محذوف. أى: يقال للكافرين يوم القيامة - على سبيل الإِهانة والإِذلال - :انطلقوا إلى ما كنتم تكذبون به فى الدنيا من العذاب.
وقوله: { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ.. } بدل مما قبله، وأعيد فعل { ٱنطَلِقُوۤاْ.. } على سبيل التوكيد، لقصد الزيادة فى تقريعهم وتوبيخهم.
والمراد بالظل: دخان جهنم، وسمى بذلك لشدة كثافته، أى: انطلقوا - أيها المشركون - إلى ظل من دخان جهنم الذى يتصاعد من وقودها، ثم يتفرق بعد ذلك إلى ثلاث شعب، شأن الدخان العظيم عندما يرتفع.
وسمى هذا الدخان العظيم الخانق بالظل، على سبيل التهكم بهم، إذ هم فى هذه الحالة يكونون فى حاجة شديدة إلى ظل يأوون إلى برده.
ثم وصف - سبحانه - هذا الظل بصفة ثانية فقال: { لاَّ ظَلِيلٍ } أى: ليس هو بظل على سبيل الحقيقة، وإنما هو دخان خانق لا برد فيه.
ثم وصفه بصفة ثالثة فقال: { وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ } أى: أن هذا الظل الى تنطلقون إليه لا يغنى شيئا من الإِغناء، من حر لهب جهنم التى هى مأواكم ونهايتكم.
وبهذه الصفات يكون لفظ الظل، قد فقد خصائصه المعروفة من البرودة والشعور عنده بالراحة.. وصار المقصود به ظلا آخر، لا برد فيه، ولا يدفع عنهم شيئا من حر اللهب.
وهذه الصفات إنما جئ بها لدفع ما يوهمه لفظ "ظل".
وعدى الفعل "يغنى" بحرف من، لتضمنه معنى يُبْعِد.
والضمير فى قوله - سبحانه -: { إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ... } لجهنم، لأن السياق كله فى شأنها وفى شأن المصطلين بلهيبها.
والشرر: واحده شررَة، وهى القطعة التى تتطاير من النار لشدة اشتعالها.
والقصر: البناء العالى المرتفع. وقيل: هو الغليظ من الشجر. أو هو قطع من الخشب، يجمعها الجامعون للاستدفاء بها من البرد. وقوله: { جِمَٰلَتٌ } جمع جمَلَ - كحجارة وحجر.
وقال الآلوسى: "جمالة" بكسر الجيم - كما قرأ به حمزة والكسائى وحفص وهو جمع جمل.
والتاء لتأنيث الجمع. يقال: جمل وجمال وجِمالة.. والتنوين للتكثير.
وقرأ الجمهور { جِمالاتٌ } - بكسرالجيم مع الألف والتاء - جمع جِمَال.. فيكون جمع الجمع..
والمعنى: إنها - أى: جهنم - ترمى المكذبين بالحق، الذين هم وقودها، ترميهم بشرر متطاير منها لشدة اشتعالها، كل واحدة من هذا الشرر كأنها البناء المرتفع فى عظمها وارتفاعها.
وقوله - تعالى -: { كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ } وصف آخر للشرر، أى: كأن هذا الشرر فى هيئته ولونه وسرعة حركته.. جمال لونها أصفر.
واختبر اللون الأصفر للجمال، لأن شرر النار عندما يشتد اشتعالها يكون مائلا إلى الصفرة.
وقيل المراد بالصفر هنا: السواد، لأن سواد الإِبل يضرب إلى الصفرة.
فأنت ترى أن الله - تعالى - قد شبه الشرر الذى ينفصل عن النار فى عظمته وضخامته بالقصر، وهو البناء العالى المرتفع، وشبهه - أيضا - حين يأخذ فى الارتفاع والتفرق.. بالجمال الصفر، فى هيئتها ولونها وسرعة حركتها، وتزاحمها.
والمقصود بهذا التشبيه: زيادة الترويع والتهويل، فإن هؤلاء الكافرين لما كذبوا بالحساب والجزاء، وصف الله - تعالى - لهم نار الآخرة بتلك الصفات المرعبة، لعلهم يقلعون عن شركهم، لا سيما وأنهم يرون النار فى دنياهم، ويرون شررها حين يتطاير.. وإن كان الفرق شاسعا بين نار الدنيا ونار الآخرة.
وزيادة فى التخويف والإِنذار ختمت هذه الآيات - أيضا - بقوله - تعالى - { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }.
ثم صور - سبحانه - حالهم عندما يردون على النار، ويوشكون على القذف بهم فيها، فقال - تعالى - { هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ. وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ. هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ. فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }
أى: ويقال لهؤلاء المجرمين - أيضاً - عند الإِلقاء بهم فى النار: هذا يوم لا ينطقون فيه بشئ ينفعهم، أو لا ينطقون فيه إطلاقا لشدة دهشتهم، وعظم حيرتهم.
ويكون فى الكلام التفات من الخطاب إلى الغيبة، فإنهم بعد أن خوطبوا خطاب إهانة وإذلال بقوله - تعالى -: { ٱنطَلِقُوۤاْ } أعرض المخاطبون لهم، على سبيل الإِهمال لهؤلاء الكافرين، وقالوا لهم: هذا يوم القيامة الذى لا يصح لكم النطق فيه.
وهذا لا يتعارض مع الآيات التى تفيد نطقهم، كما فى قوله - تعالى -:
{ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } لأن فى يوم القيامة مواطن متعددة، فهم قد ينطقون فى موطن، ولا ينطقون فى موطن آخر.
وقوله - تعالى - { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } معطوف على ما قبله. أى: فى يوم القيامة لا ينطق هؤلاء المجرمون نطقا يفيدهم، ولا يؤذن لهم فى الاعتذار عما ارتكبوه من سوء، حتى يقبل اعتذارهم، وإنما يرفض اعتذارهم رفضاً تاماً، لأنه قد جاء فى غير وقته وأوانه.
يقال: اعتذرت إلى فلان، إذا أتيت له بعذر يترتب عليه محو الإِساءة.
ثم يقال لهم - أيضا - على سبيل التحدى والتقريع { هذا } هو يوم القيامة { يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } بين المحقين والمبطين { جَمَعْنَاكُمْ } فيه - أيها الكافرون - مع من تقدمكم من الكفار { وَٱلأَوَّلِينَ }.
{ فَإِن كَانَ لَكمُ } - أيها الكافرون - { كَيْدٌ } أى: مخرج وحيلة ومنفذ من العذاب الذى حل بكم { فَكِيدُونِ } أى: فافعلوه وقوموا به فأنتم الآن فى أشد حالات الاحتياج إلى من يخفف العذاب عنكم.
أو المعنى: { فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ }أى: قدرة على كيد دينى ورسلى والمؤمنين، كما كنتم تفعلون فى الدنيا { فَكِيدُونِ } أى: فاظهروه اليوم. والأمر للتعجيز، لأنه من المعروف أنهم فى يوم القيامة لا قدرة لهم ولا حيلة.
وهكذا نجد أن هذه الآيات الكريمة، قد ساقت ألوانا من الأدلة على وحدانية الله - تعالى -، وعلى أن يوم البعث حق، وعلى العاقبة السيئة التى سيكون عليها الكافرون يوم القيامة.
ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بالموازنة بين حال المتقين، وحال المجرمين، فقال:
{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي... }.