التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
٤٠
-النحل

خواطر محمد متولي الشعراوي

إذن: أمر البعث ليس علاجاً لجزئيات كل شخص وضمِّ أجزائه وتسويته من آدم حتى قيام الساعة، بل المسألة منضبطة تماماً مع الأمر الإلهي (كُنْ).
وبمجرد صدوره، ودون حاجة لوقت ومُزاولة يكون الجميع ماثلاً طائعاً، كل واحد منتظرٌ دورَه، منتظر الإشارة؛ ولذلك جاء في الخبر: "أمور يبديها ولا يبتديها".
فالأمر يتوقف على الإذن: اظهر يظهر.
ومثال ذلك - ولله المثل الأعلى - من يعد القنبلة الزمنية مثلاً، ويضبطها على وقت معين .. تظل القنبلة هذه إلى وقت الانفجار الذي وُضِع فيها، ثم تنفجر دون تدخُّل من صانعها .. مجرد الإذن لها بالانفجار تنفجر.
وحتى كلمة (كُنْ) نفسها تحتاج لزمن، ولكن ليس هناك أقرب منها في الإذن .. وإن كان الأمر في حقِّه تعالى لا يحتاج إلى كُنْ ولا غيره.
ثم يقول الحق سبحانه:
{ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ ... }.