التفاسير

< >
عرض

وَأَشْرِكْهُ فِيۤ أَمْرِي
٣٢
-طه

خواطر محمد متولي الشعراوي

قوله: (وَأشْرِكْهُ) أي: أنت يا ربّ، ليس أنا الذي أشركه تفضُّلاً مني عليه، فأراد موسى - عليه السلام - أن يكون الفضل من الله، وأن يكون التكليف أيضاً من الله حتى لا يعترض هارون أو يتضجر عند مباشرة أمر الدعوة.
لذلك لما ذَهَبا إلى فرعون قالا:
{ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ .. } [طه: 47] ولم يقُلْ موسى: إن هارون تابع له بل هو مثله تماماً مُرْسَل من الله، وإذا تكلَّم موسى تكلَّم عنه وعن هارون.
فلما دعا موسى على قومه:
{ رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } [يونس: 88].
جاءت الإجابة من الله:
{ قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا .. } [يونس: 89]؛ لأن الدعاء كان من موسى، وهارون يُؤمِّن عليه، والمؤمِّن أحد الداعيَيْن.
ثم يقول الحق سبحانه عن هارون وموسى أنهما قالا:
{ كَيْ نُسَبِّحَكَ ... }.