خواطر محمد متولي الشعراوي
{ لَن نَّبْرَحَ .. } [طه: 91]. أي: سنظل عل هذا الحال، البعض يظن أنها للمكان فقط، إنما هي حَسْب ما تتعلق به، تقول: لا أبرح سائراً حتى أصِلَ لغرضي، ولا أبرح هذه المكان فقد تكون للمكان، وقد تكون للحال. كما ورد في القرآن:
- للمكان والإقامة في قوله: { فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِيۤ أَبِيۤ .. } [يوسف: 80].
- وللحال في قوله تعالى: { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لاۤ أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ .. } [الكهف: 60] أي: لا أبرح السير.
فالمعنى { لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ .. } [طه: 91] سنظلّ على عبادته حتى يرجع موسى، فلن نمكثَ هذه الفترة دون إلهٍ.
ثم يقول الحق سبحانه:
{ قَالَ يٰهَرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ... }.