التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ
١٠١
-الأنبياء

خواطر محمد متولي الشعراوي

بعد أن ذكر سبحانه جزاء الكافرين في النار ذكر المقابل، وذِكْر المقابل يوضح المعنى، اقرأ قوله تعالى: { { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } [الانفطار: 13 - 14].
ويقول:
{ { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً .. } [التوبة: 82]؛ لذلك تظل المقارنة حيَّة في الذِّهْن.
ومعنى: { سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ .. } [الأنبياء: 101] الحُسْنى: مؤنث الأحسن، تقول: هذا حَسَن، وهذه حسنة، فإنْ أردتَ المبالغة تقول: هذا أحسن، وهذه حُسْنى. مثل: أكبر وكُبْرى. ومعنى: { سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ .. } [الأنبياء: 101] أنهم من أهل الطاعة، ومن أهل الجنة، فهكذا حُكْم الله لهم، وقد أخذ الله تعالى جزءاً من خَلْقه وقال: "هؤلاء للجنة ولا أبالي، وهؤلاء للنار ولا أبالي".
ولا تقُلْ: ما ذنب هؤلاء؟ لأنه سبحانه حكم بسابق عِلْمه بطاعة هؤلاء، ومعصية هؤلاء.
وقوله: { أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } [الأنبياء: 101] أي: مبعدون عن النار.
ثم يقول الحق تبارك وتعالى:
{ لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ ... }.