خواطر محمد متولي الشعراوي
إذن: لا حُجَّة لهم في عبادتهم لهذه التماثيل التي صنعوها وأقاموها بأنفسهم، إلا أنهم رَأَوْا آباءهم يعبدونها، فحُجَّتهم التقليد الأعمى، ولو كان عندهم حجة لذاتية العمل لَقالُوها.
وفي موضع آخر قالوا: { { إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } [الزخرف: 23] إذن: نعيب عليهم هذا التقليد ونعيب على آبائهم أيضاً، فكيف يكون رَدُّ إبراهيم إذن؟
وكلمة { عَابِدِينَ } [الأنبياء: 53] هنا تعبير عن أن عبادتهم لهم عبادة عن غير فَهْم، لأن العبادة طاعة عابد لأوامر معبوده، فبماذا أمرتهم الأصنام؟
ثم يقول الحق سبحانه عن إبراهيم أنه قال لقومه:
{ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ ... }.