التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ
١٢
-الشعراء

خواطر محمد متولي الشعراوي

لما دعا الحق - تبارك وتعالى - نبيه موسى - عليه السلام - لأنْ يذهب إلى قوم فرعون لم يبادر بالذهاب، إنما أبدى لربه هواجس نفسه وخلجاتها؛ لأنه يعلم مُقدَّماً مشقة هذه المهمة، فقد عاش مع فرعون ويعلم طبيعته، فقال: { إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } [الشعراء: 12] وكيف لمن يدّعي الألوهية أنْ يسمع لرسول؟
ويُرْوَى أنه في عهد الخليفة المأمون ادَّعَى أحدهم النبوة، فحبسوه، ثم ادعاها آخر فقال: اجمعوا بينهما حتى يواجه أحدهما الآخر، فلما حضرا قالوا: يا هذا إن هذا الرجل يدَّعي النبوة، فقال: كذب، أنا لم أُرسِل أحداً. وهكذا جعل من نفسه إلهاً بعد أن كان نبياً.
ويواصل موسى الحديث عن مخاوفه:
{ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي ... }.