التفاسير

< >
عرض

إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ
٢٣
-النمل

خواطر محمد متولي الشعراوي

وقوله { تَمْلِكُهُمْ .. } [النمل: 23] يعني: تحكمهم امرأة، ورأينا نساءً كثيرات نابهات حكمْن الدول في وجود الرجال.
ثم يذكر من صفاتها { وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ .. } [النمل: 23] وكأنها إشارة إلى ما سبق أنْ قاله سليمان عليه السلام
{ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ .. } [النمل: 16] فهي كذلك أُوتيتْ من كل شيء بالنسبة لأقرانها، وإلا فسليمان أُوتي من الملْك ومن النبوة ما لم تُؤْتهُ ملكة سبأ.
{ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } [النمل: 23] العرش مكان جلوس الملك، وكان العرش عادةً يتوافق مع عظمة الملك، فمثلاً (شيخ الغفر) أو العمدة أو المحافظ .. إلخ لكل منهم كرسيٌّ يجلس عليه يناسب مكانته، إذن: العرش هو جِلْسة المتمكّن الذي يتولّى تَدبير الأمور.
ووصْف العرش بأنه عظيم مع أن هذا الوصف لعرش الله تعالى، فكيف؟ قالوا: عظيم بالنسبة لأمثالها من الملوك، أمّا عرْش الله فعظيم بالنسبة لكل الخَلْق عظمةً مُطْلقة.
هكذا حدَّث الهدهُد سليمانَ فيما يخصُّ ملكة سبأ من حيث الملك الذي تشبه فيه سليمان كملك، ثم يُحدِّثه بعد ذلك عن مسألة تتعلق بالنبوة والإيمان بالله، وهذه المسألة التي غار عليها سليمان، وثار من أجلها:
{ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ ... }.