التفاسير

< >
عرض

قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ
٢٧
-النمل

خواطر محمد متولي الشعراوي

{ قَالَ سَنَنظُرُ .. } [النمل: 27] والنظر محلُّه العين، لكن هل يُعرف الصدق والكذب بالعين؟ لا، فالكلمة انتقلت من النظر بالعين إلى العلم بالحجة، فهي بمعنى نعلم، ونقول: هذا الأمر فيه نظر يعني: يحتاج إلى دراسة وتمحيص.
وفي الآية مظهر من مظاهر أدب سليمان - عليه السلام - وتلطُّفه مع رعيته، فهو السيد المطاع، ومع ذلك يقول للهدهد: { أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } [النمل: 27] والصِّدْق يقابله الكذب، لكن سليمان - عليه السلام - يأبى عليه أدب النبوة أن يتهم أحد جنوده بالكذب فقال: { أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } [النمل: 27].
يعني: حتى لو وقع منك الكذب فلست فذَّاً فيه، فكثير من الخَلْق يكذبون، أو: من الكاذبين مَيْلاً لهم وقُرْباً منهم، مما يدلُّ على أنه بإلهاماته كنبي يعرف أنه صادق، إنما ما دام الأمر محلَّ نظر فلا بُدَّ أن نتأكد، ولن أجامل جندياً من جنودي.