التفاسير

< >
عرض

أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ
٥٥
-النمل

خواطر محمد متولي الشعراوي

هذا بيان وتفصيل للداء وللفاحشة التي انتشرت بينهم، ومعنى: { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } [النمل: 55] الآية في ظاهرها أنها تتعارض مع { وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } [النمل: 54] لكن المعنى { تَجْهَلُونَ } [النمل: 55] الجهل هنا ليس هو ضد العلم، إنما الجهل بمعنى السَّفه.
والبعض يظن أن الجهل أَلاَّ تعلم، لا إنما الأمية هي ألاَّ تعلم، أمَّا الجهل فأنْ تعلم قضية مخالفة للواقع؛ لذلك الأميُّ أسهل في الإقناع؛ لأنه خالي الذِّهْن، أمّا الجاهل فلديه قضية خاطئة، فيستدعي الأمر أن تنزع منه قضية الباطل، ثم تُدخِل قضية الحق، فالجهل - إذن - أشقُّ على الدعاة من الأمية.
ثم يقول الحق سبحانه:
{ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ ... }.