التفاسير

< >
عرض

وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ
٤٦
-يس

خواطر محمد متولي الشعراوي

هذا هو اللدد والعناد بعينه، فالآيات أمامهم واضحة، وهم يُعرضون عنها وينصرفون عن تدبُّرها؛ ذلك لأن الذين يكفرون بالله ويُكذِّبون رسله، ويتأبَّوْن على منهج الله الذي جاء لصيانة خليفته في الأرض، هؤلاء مستفيدون من الفساد، ومستفيدون من الإعراض عن منهج الله، فطبيعي أنْ يَرَوْا في كل رسول وفي كل مصلح أنه جاء ليقطع أرزاقهم، ويفسد عليهم حياتهم، فيصادمونه ويقفون في وجهه.
وهذه الآية يفسرها قول الله في موضع آخر:
{ { وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً } [النمل: 14].
فإنْ قُلْتَ: ما دُمتم حريصين على أنْ يرحم اللهُ هؤلاء الكافرين، فلماذا لا تُلِحون عليهم بالآيات الجديدة إلى أنْ يؤمنوا فيرحمهم الله؟ نقول: مهما جئناهم بالآيات فسوف ننتهي إلى هذه النتيجة التي قررها القرآن: { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } [يس: 46].