التفاسير

< >
عرض

أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ
١٥٦
فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
١٥٧
-الصافات

خواطر محمد متولي الشعراوي

بعد أنْ أبطلَ اللهُ ادعاءهم بالدليل العقلي يبطله بالدليل النقلي، فكلمة { سُلْطَانٌ } [الصافات: 156] إما سلطان حجة تقنع، أو سلطان قهر وإجبار، الفرق بينهما أن سلطان الحجة يقنع المقابل فيفعل طائعاً، أما سلطان القهر فيجبره فيفعل كارهاً. والمعنى: ليس لديك سلطان حُجَّة ولا قَهْر.
ومثل ذلك قوله تعالى حكايةً عن إبليس يوم القيامة:
{ { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي .. } [إبراهيم: 22] يعني: لا قوة عندي أقهركم بها على طاعتي، ولا حجة أقنعكم بها، بل كنتم أنتم على (تشويرة) يعني: على استعداد للضلال وللمعصية.
ومعنى { مُّبِينٌ } [الصافات: 156] بيِّن واضح.
وقوله تعالى { فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [الصافات: 157] يعني: إنْ كان لكم سلطان فأتُوا بكتابكم، أي: الذي نزل عليكم من الله يخبركم بهذا.