التفاسير

< >
عرض

مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ
٢٥
بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ
٢٦
-الصافات

خواطر محمد متولي الشعراوي

وهذا الاستفهام أيضاً على سبيل السخرية والتهكُّم، يعني: ما لكم الآن لا ينصر بعضكم بعضاً وكنتم تَنَاصرون في الدنيا، الأتباع ينصرون السادة، والسادة يُجنِّدون الأتباع، وما أشبههم في هذا الموقف بالمثل القائل: وافق شنٌ طبقه، أو قولنا (اتلم المتعوس على خايب الرجا).
لذلك يقول تعالى بعدها: { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } [الصافات: 26] أي: خاضعين منقادين أذلاَّء مُهانين، ونحن نقول: رفع الراية البيضاء. يعني: لم يَعُدْ لديه شيء من القوة يدافع بها عن نفسه، ولا حجة ولا منطق، إنه الآن قاعد في ذِلَّة وصَغَار، ينتظر أمر الله فيه.