التفاسير

< >
عرض

وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ
٤٥
-الشورى

خواطر محمد متولي الشعراوي

قوله سبحانه: { وَتَرَاهُمْ } أي الكفار { يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } على النار { خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ } أي: خاضعين أذلاء من شدة الخوف، لذلك { يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ } [الشورى: 45] يعني: يختلسون النظرة ولا يستطيعون المواجهة بأعينهم، فما هم فيه من خزي يكسر أعينهم.
لذلك تقول لخصمك الذي يفتري عليك كذباً (هات عيني في عينك) لماذا؟ لأن المواجهة بالأعين تُظهر الحق، فصاحب الحق عينه قوية جريئة، تستمد قوتها من قوة الحق الذي يُدافع عنه، أما عين المُبطل فمنكسرة ذليلة تتوارى من شعاع الحق الذي يكشف زيفها.
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } [الشورى: 45] هذه المقولة يُردِّدها المؤمن الذي نجا من العذاب وفاز بالجنة، يقول: إن الخسارة الحقيقة هي ما فيه هؤلاء، لأنهم خسروا كل شيء { أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } [الشورى: 45] يعني: دائم لا ينقطع.