التفاسير

< >
عرض

وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ
٣٣
وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ
٣٤
وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ
٣٥
-الزخرف

خواطر محمد متولي الشعراوي

معنى { أُمَّةً وَاحِدَةً } [الزخرف: 33] يعني: على دين واحد مجتمعين على الكفر، ولولا أن الناس يروْنَ الكافرين مُنعَّمين فيفتنون بهم لجعلتُ لهم كلَّ هذا النعيم، بحيث لا يكون أحدٌ أفضلَ منهم لأن هذا النعيم نعيم الدنيا ينتهي بنهايتها ولا يدوم، وإنْ كانت الدنيا لحساب الكافرين فالآخرين للمتقين.
والقرآن هنا يخبر بارتقاءات البشر التي عرفوها بعد أربعة عشر قرناً من نزول القرآن، فالمعارج يعني: المصاعد أو السلالم التي يُصعد عليها { وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } [الزخرف: 33] يعني: يصعدون ويرتقون.
فكأن الحق سبحانه يُهوّن من أمر تنعُّم الكافرين، حتى لا نغتر نحن بهم، ولا نتمنى ما هم فيه من زخرف زائل.
وبعد ذلك يُبيِّن لنا أن المنعَّمين والمترفين يأتي عليهم وقت يحبون فيه الرجوع إلى الأصل الأول وإلى بساطة الطبيعة، فتراهم مثلاً في نهاية الأسبوع يخرجون إلى الخلاء ويرتمون في أحضان الطبيعة يأكلون مما تنبت الأرض ويعيشون على الكفاف، لماذا؟ لأنهم مَلُّوا حياة الرفاهية الزائدة، ملُّوا حياة التحضر وما فيها من عيوب وسلبيات.