التفاسير

< >
عرض

كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ
٢٨
-الدخان

خواطر محمد متولي الشعراوي

{ كَذَلِكَ } [الدخان: 28] يعني: مثل هذا، سلبها الله منهم وأعطاها لغيرهم، ولو سُلِبَتْ منهم فقط لكانتْ أخفَّ عليهم، إنما سُلِبَتْ منهم وأُعطيَتْ لغيرهم فهذا أنكى.
لذلك الذي جعل الحسد مذموماً أن الحاسد يتمنى زوال النعمة عن الغير ولو لم تأتِ إليه، المهم أنْ تذهبَ عن فلان لأنه يكره النعمة عنده، وحين يكره النعمة تكرهه ولا تأتيه.
ومقابل الحسد الغبطة، وهي أنْ تحبَّ النعمة عند الغير، وتتمنَّى مثلها لنفسك، وحين تحب النعمة تحبك وتأتيك ساعة تقول: "اللهم بارك له فيها، وأنعِمْ عليَّ بمثلها".,
لكن مَنْ هم القوم الآخرون الذين ورثوا النعمة بعد قوم فرعون؟ هم بنوا إسرائيل القوم الذين عُذِّبوا، الذين ذبحتم أبناءهم واستحييْتُم نساءهم، ومطلق التذبيح فيه إذلال وإهانة، وأفظع منها ما يُفعل بالنساء بعد موت الرجال؛ لذلك كان العرب إذا خرجوا للحرب أخذوا معهم نساءهم كيْلا يتركُوهنّ للأعداء لو نزلتْ بهم الهزيمة.