التفاسير

< >
عرض

ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسْخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضْوَٰنَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ
٢٨
-محمد

خواطر محمد متولي الشعراوي

قوله تعالى: { ذَلِكَ .. } [محمد: 28] إشارة إلى سوء عاقبتهم وما يكون من ضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم، لماذا؟ { بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسْخَطَ ٱللَّهَ .. } [محمد: 28] اتبعوا الباطل الذي أسخط الله عليهم وأكثر من ذلك { وَكَرِهُواْ رِضْوَٰنَهُ .. } [محمد: 28] كرهوا الحق الذي يؤدي إلى رضوان الله { فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ } [محمد: 28] أبطلها وجعلها بلا فائدة.
فهل كان لهم أعمال تستحق الثواب فأبطلها الله؟ قالوا: نعم كانوا يُكرمون الضيف ويُغيثون الملهوف وأمثال ذلك من خصال الخير، لكن فعلوا الخير وليس في بالهم الله، فعلوه للشهرة والسمعة وحديث الناس إذن، فليأخذوا أجورهم ممَّنْ فعلوا له، حيث لا نصيبَ لهم في ثواب الآخرة.
قال تعالى:
{ وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } [الفرقان: 23] وقال: { مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيْءٍ .. } [إبراهيم: 18].