التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ
٨
-محمد

خواطر محمد متولي الشعراوي

هذا هو المقابل، فبعد أنْ ذكر المؤمنين ووعدهم بالنصرة ذكر الكافرين وما يحل بهم من التعس، والتعس هو الانكباب على الوجه الذي هو أشرف ما في الإنسان، لذلك في التعبير عن الذلة والانكسار يقولون: مرَّغ أنفه في التراب.
إذن: { فَتَعْساً لَّهُمْ .. } [محمد: 8] يعني: ذلة أو هلاكاً لهم، وإهانة الوجه هي أشد ما يمكن أن يُهانَ به المرء، لذلك قال سبحانه:
{ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ .. } [الإسراء: 7].
وقوله: { وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ } [محمد: 8] أحبطها وأبطلها بحيث لا فائدة منها، لأنهم ما عملوها لله.
والمراد أن أعمالهم الطيبة تذهب هَباء لا يستفيدون منها بشيء:
{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّـٰهُ حِسَابَهُ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } [النور: 39].