التفاسير

< >
عرض

يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ
١٧
-الحجرات

خواطر محمد متولي الشعراوي

يُروى أن هذه الآية نزلت في جماعة من الأعراب، وقيل: من بني أسد أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، فقالوا: جئناك نشهد أنْ لا إله الله وأنك رسول الله، ولم تبعث إلينا بعثاً، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان.
فأنزل الله: { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [الحجرات: 17].
إذن: مَنْ يمنُّ على مَنْ؟ أنتم لا ينبغي أنْ تمنُّوا بإسلامكم على رسول الله، لأن إسلامكم في صالحكم يعود عليكم بالنفع، فالإسلام هو الذي أمنَّكم من القتال والحرب والأسْر، وأخذتم ما يتميز به المسلم من حَقٍّ في الزكاة والحماية، والله تعالى لا تنفعه طاعة، ولا تضره معصية.
إذن: لا تمنُّوا بإسلامكم { بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ .. } [الحجرات: 17] لأنه أرشدكم إلى طريق الصواب والهداية { أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ .. } [الحجرات: 17] إذن: إنْ كان هناك منة، فالمنّة منّ الله عليكم، لأن طاعة الله والسير على منهجه هو الذي يحمي لكم حركة الحياة ويُنظمها حتى لا تتعارض مصالحكم.
{ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [الحجرات: 17] أي: في ادعائكم الإيمان، وإنْ تفيد الشك فكأنهم يمنُّون بشيء هم كاذبون فيه، وحتى لو كانوا صادقين ما كان لهم أنْ يمنُّوا به.