التفاسير

< >
عرض

فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ
٦٠
-الذاريات

خواطر محمد متولي الشعراوي

كلمة (ويل) قالوا: واد في جهنم، وقالوا: ويل. يعني: هلاك وعذاب ولَعْن من الله لهؤلاء الذين خرجوا عن طاعته ولم يُؤدوا المهمة التي خُلِقوا من أجلها وهي عبادة الله وحده.
فلما استغنوا عن الله استغنى اللهُ عنهم، فأبعدهم من رحمته وخلَّدهم في عذابه، فلا يقضي عليهم فيموتوا، ولا يخفف عنهم من عذابها.
لذلك حكى الله عنهم:
{ وَنَادَوْاْ يٰمَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ } [الزخرف: 77] وقال عنهم: { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ .. } [النساء: 56].
وقوله تعالى: { مِن يَوْمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ } [الذاريات: 60] أي: يومهم الذي وعدهم اللهُ به وحذَّرهم منه، فالله تعالى لم يأخذهم على غِرّة، ولم يتركهم في غفلة، إنما بيَّن لهم العواقب. فقال:
{ مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا .. } [فصلت: 46].