التفاسير

< >
عرض

أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ
٣٧
-الطور

خواطر محمد متولي الشعراوي

يعني: أهُمْ يملكون خزائن الأرزاق، فيرزقون مَنْ يريدون، ويحرمون مَنْ يريدون، أو يملكون خزائن الرحمة فيرحمون مَنْ يريدون { أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ } [الطور: 37] أصحاب السلطة والسيطرة والأمر والنهي والغلبة.
والجواب: لا هذه ولا هذه، لأن الله تعالى فقط أمسك عنهم المطر فجاعوا، حتى أكلوا أوراق الشجر العلهز، وهو الدم المخلوط بالوبر، ثم ذهبوا يستسقون بعم النبي صلى الله عليه وسلم.
واعترفوا أن الخزائن خزائن الله وليس لهم من الأمر شيء، بدليل أنهم مرة أغنياء ومرة فقراء، مرة أقوياء ومرة ضعفاء.
إذن: ليس عندهم خزائن شيء، الخزائن عند مَنْ تكرهه وتكذب به. كذلك ليس لهم غلبة ولا سيطرة على مقاليد الكون ولا إدارة الأمور، بدليل أن القلة المؤمنة هزمتهم على كثرتهم يوم بدر، وأسرتْ صناديدهم وجاءوا يُفاوضون رسول الله على أنْ يَفْدوهم.