التفاسير

< >
عرض

أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ
٤٢
-الطور

خواطر محمد متولي الشعراوي

أي: يريدون بك كيداً، والكيد هو الاحتيال والتدبير في الخفاء لإلحاق الضرر برسول الله صلى الله عليه وسلم، وخطورة الكيد أنه يُدبَّر في خفاء فلا تراه لتواجهه، لذلك هو دأب الضعيف العاجز الذي لا يقدر على المواجهة.
وحين ينتهز الفرصة لا يضيعها كما قال الشاعر:

وضعيفة لما أصابت فرصة قتلت وتلك طبيعة الضعفاء

وقوله سبحانه: { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ .. } [الطور: 42] أصحاب الكيد والتدبير { هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ } [الطور: 42] كما قال سبحانه { وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ .. } [فاطر: 43] لأنهم حين يكيدون يُخفون كيدهم عن أمثالهم من الناس، لكن حينما يكيد لهم الله فلا أحدَ يستطيع ردَّ هذا الكيد، فكيده سبحانه بالكافرين أليم وشديد.
ومعنى { هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ } [الطور: 42] أي: الواقع عليهم الكيد، فهي اسم مفعول.
والدليل على أن الله خيَّب سعيهم أنه أبطل كيدهم لرسول الله، بل وجعل كيدهم ينقلب عليهم، فهم كادوا لرسول الله ليلة الهجرة، وأجمعوا على قتله وتآمروا عليه بحيث يتفرَّق دمه بين القبائل، ومع ذلك التدبير والاحتيال هُزِىء بهم وألقى التراب على رؤوسهم، ونجا هو ولم يُصبْه أذى.