التفاسير

< >
عرض

وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ سَاقِطاً يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ
٤٤
-الطور

خواطر محمد متولي الشعراوي

{ كِسْفاً .. } [الطور: 44] جمع كسفة، وهي القطعة العظيمة من السحاب، ومعنى { مَّرْكُومٌ } [الطور: 44] يعني: مجموع بعضه فوق بعض، كما قال تعالى في موضع آخر: { ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ .. } [النور: 43].
انظر كيف تخدعهم الظواهر الكونية، حيث يظنونها نعمة فإذا بها نقمة وعذاب، فحينما يروْنَ قطع السحاب تمرّ بهم يظنون أنها تحمل المطر والخير، فإذا بها تسقط عليهم عذاباً.
وهذا المعنى واضح في قوله سبحانه:
{ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا .. } [الأحقاف: 24] أي: سحاب يسقينا { بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ .. } [الأحقاف: 24-25].
وهذا يقول الحق سبحانه:
{ فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ ... }.