{ فَلَوْلاَ كَانَتْ }: تحضيض يتضمن النفي، أي: ليست، { قَرْيَةٌ آمَنَتْ }: أي: أهلهاب عد معاينة العذاب، { فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ }: أهل نينوى من موصل، { لَمَّآ آمَنُواْ }: بعد ما عاينوه ففرقوا بين كلِّ حيوان وولده، وليسوا المسموح، وتضرعوا إلى الله تائبين، { كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ }: دخان أسود غشيهم، { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ }: وقت موتهم، { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً }: مجتمعين على الإيمان، فيه رد على القدرية { أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ } بما لم يشأ { حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ }: بإرادة الله { وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ }: الخذلان { عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ }: حُجج الله { قُلِ ٱنظُرُواْ }: تفكروا { مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }: من الصنائع، { إوَمَ }: لا، { تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ }: الإنذارات، { عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }: أي: لا تنفعهم، { فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ }: مضوا { مِن قَبْلِهِمْ }: فانهم بارتكاب موجباته كمنتظريه، { قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ * ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا }: حكاية عن الماضي، { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ }: الإنجاء، { حَقّاً عَلَيْنَا }: أي: بحسب وعدنا،{ نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن }: صحة، { دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ } بقبض أرواحكم، خص التوفي إرهابا لهم عن الإشراك، { وَأُمِرْتُ أَنْ }: بأن، { أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }: بالله { وَأَنْ } بأن، { أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ }: أي: بالاستقامة فيه، { حَنِيفاً }: مائلا عن الشرك، { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ * وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ }: إن عبدته، { وَلاَ يَضُرُّكَ }: إن تركته، { فَإِن فَعَلْتَ }: ذلك { فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ ٱلظَّالِمِينَ * وَإِن يَمْسَسْكَ }: يصبك، { ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ }: ذكر الإرادة مع الخير والمس مع الضر مع تلازمهما؛ ليفهم أنَّ الخير مراد بالذات، والضر ليس بالقصد الأول، وعدل عن الإرادة التي في الأنعام؛ لأن الخير له فلا راد، وإنما الرد فيما يقع، والمَسُّ فيما وقع وما استثني؛ لأن مراده لا يمكن رده ووضع لفضله موضع له؛ ليفهم أنه متفضل بلا استحقاق مِنَّا، { يُصَيبُ بِهِ }: بالخير، { مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }: فتعرضوا لرحمته بالطاعة، { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلْحَقُّ } القرآن { مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ }: به، { فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ }: نفعه لها، { وَمَن ضَلَّ }: بالكفر به { فَإِنَّمَا يَضِلُّ }، وبَالُ ضلالهِ { عَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ }: موكول إليَّ أمْركم { وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ }: امتثالاً وتبليغاً، { وَٱصْبِرْ }: على أذاهم، { حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ }: بجهادهم أو الهجرةِ { وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ }: لا يُخْطئُ في حُكمه؛ لاطلاعه على السرائر كالظواهر جَلَّ وعَلا - سُبحانه وتعالى.