التفاسير

< >
عرض

قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ
١
لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ
٢
وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ
٣
وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ
٤
وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ
٥
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ
٦
-الكافرون

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

لمَّا عَدَّ نعمه على حبيبه، منعه عن متابعة أعدائه شكراً لنعمائه فقال: { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ }: هم جَمعٌ، علم الله أنهم لا يؤمنون، طلبوا منه أن يعبد أصنامهم سنة وهم يعبدون الله { لاَ أَعْبُدُ }: فيما يُسْتقبل { مَا تَعْبُدُونَ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ }: فيما يُسْتقبلُ { وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ }: أي: ما كنت عابداً قطُّ { مَّا عَبَدتُّمْ }: فيكف أعبده في الإسلام { وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ }: أي: ما عبدتم قط { مَآ أَعْبُدُ }: وجاز كونهما تأكيدين بطريق أبلغ، وجاءَ بـ "مَا"؛ لإرادة الصِّفة، وقيل: مصدرية، ولم يقل: ما عبدت؛ لأنه حينئذ لم يكن موسوما بالعبادة بينهم { لَكُمْ دِينُكُمْ }: الباطل { وَلِيَ دِينِ }: الحق، نسخ بالقتال، والسورة "تعدل ربع القرآن" ؛ لأن مقاصده إما فعل بالجوارح أو بالقلب، أو ترك بها أو به، وهي عين الرابع.